المشاركات

الغباء

صورة
الغباء: لا يستحسن أن يتم تعريف الغباء أنه ضد الذكاء فبمجرد اقتران الاسمين معا هذا قد يوحي بالرفعة لأحدهما والدنو للآخر وهذا حلم للغباء لن يناله البتّة ودون ذلك خرط القتاد... يمكن مقاربة تعريف الغباء (أقصد المكتسب منه) أنه شدفة من أنواع العدم إن لم يكن مكانا سالبا وقد يصل الإنسان بغباءه ما ينوء بالعصبة أولي الذكاء ... ولذلك فقد جرت العادة أن يُتجنّب الغباء وأن لا يواجَه لأنه -كما اتفقنا- أشبه بالمادة السالبة أوشكت أن تلتهم أي كتلة أمامها مهما كانت ذات شأن وأينٍ من العلم. الحل يكمن في ثلاث ضروب ثالثها الشفقة عليه والدعاء له وخفض الجناح ثانيهما أن يحاول الشخص الذي تُلبِّس بالغباء أن يفتح ثغرة في جدار عقله فلعله يجد في ذلك سبيلا. وأما الثالث فأن لا يكون للذكاء سبيل إليه وإن جنّبه النصح فليتهم وليَثبُت، فإن ذلك خير له فَلَتهمة الغباء خير مع خلاف ذلك خير له من إطراء الذكاء مع خلاف ذلك.  

زوال

  ويَفتنُ الإنسانَ ما هو زائلٌ … ! -أنس كرامي-

نضج

صورة
دفاتر المذكرات ملآ بقصصهم وتجاربهم لكن ما لا يكتب أكثر بكثير مما يكتب... هذه الوريقات التي أكتبها حاليا ربما لن يراها أحد لكن تكفي أنها تحدث نوعا من الاستقرار والتوازن الداخلي... ثلاثة حروف الأوسط منها لا يوجد إلا في اللغة العربية والأول منها بدأت به سورة القلم وآخر حرف حرف قوي مهاب عليه إزار من الوقار... إنه النضج... لا مجال للإختصار في تعريفه فكل اختصار فيه مخل... النضج هو أن تعرف في قرارة نفسك الخطأ من الصواب وإن لم تعرف قلبت الأخور ميمنة وميسرة حتى يطنئن عقلك وقلبك على شيء النضج هو عدم الخوض في أي أمر دون دراسة عواقبه أن تعرف الفتاة متى يجب أن تكون طفلة صغيرة هذاءة منتشية تبكي إن أخذت منها قطعة الحلوى ومتى يجب أن تكون صلبة صلدة مخمصة العينين تجابه ألف رجل. والنضج أيضا أن يعرف الشاب متى يجب أن كطفلة رضيعة تنتظر والدتها حتى تنعم بدفء حنانها ويعرف متى يجب أن يكون صنديدا ذو عزيمة كالجبال... النضج هو أن يعرف الأزواج متى يجب أن يكونا كالطفل الوديع البسيط الهش الذي يبكي إذ خرجت والدتخ من الغرقة فقط ومتى يجب أن يكونا بالغين عاقلين راشدين صلبين لا تهزهما الرياح العاتية ... النضج رؤية مآلات...

حوارق

  لا يَطلبُ الشّعر مَن هو بحرهُ و لاحتى نثراً مِمَّن هو غارقُ ف أنتِ قصيدةٌ بانتْ عنكِ حروفُها م نْ حَرّ عينٍ أهدابُهُنَّ حوارقُ -أنس كرامي-

التّبرير

 التّبرير النّفسيّ هو القناعة العقليّة الكاملة بخطأ ما يفعل الإنسان ثم يوجّه دفاعاته النّفسيّة مبرّرة له العمل، بل وربّما دافعة له، هي آلة رعناء تعمل حتّى تستكين الذّات لملذّاتها لأنّه يعلم أن صوت العقل هو الدّافع نحو الواجبات ونحيب القلب هو الدّافع نحو ما تُسمي نفسها حقوقا. حسنا، من يُقيّم هذا الأمر؟ إنّه الإنسان ذاته فهو على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.

ليتهم تركوها

 قد يكون علم النّفس البشرية أتعس أنواع العلوم... وخاصة أولئك الذين يجيدون مهارات حمقاء تتعلق بالتعرف على معادن النّاس في أعماقها، سخيفون حتى القاع. ما الضير وما الضرر في أن يبقى الإنسان مخدوعا بمن حوله بينما ينهى تلك السنوات من حياته وينتقل للضفة الأخرى؟! ما هو الدّافع وراء معرفة وجه النّاس الحقيقيّ لماذا نحن نُتعب أنفسنا ونُغرق عقلنا فيما لا طائل منه.  ستعيش جحيما عندما تكتشف أنْ لا أحد في خانة الاستثناءات، ستتحطم في كل مرة يبتسمون فيها لك وأنت ترى حِزَمَا وأرتالاً من نفس بروتس شاخصة أمامك... عندما نتحدث عن وجود حقيقة في هذا العالم كمن يتحدث عن فوائد استنشاق أول أكسيد الكربون بتركيز ١٠٠٪.  مسرحية كبيرة بحجم الأرض كلها والجميع يشارك وربما يحب أن يشارك.  المعرفة نقمة والجهل نعمة وكلما زادت معرفة الإنسان بالحقائق كلما كان أشد تعاسة وأكثر حزنا... ليتهم تركوها...!

استثناء

 أنت لست استثناء... لأنك لست من القاعدة أصلا! -أنس كرامي-